دور الضحية المدمر الذاتي الأكبر للنجاح و السلام

هناك أشخاص قد تقابلهم في حياتك أو قد تكون أنت منهم يعتبرون أنفسهم ضحايا لكل شيء حولهم .

 وأنهم دائما تحت تأثير وحكم الآخرين وأفعالهم وأنهم غير مسؤولين عما يصيبهم في حياتهم من فشل أو خذلان أو ظلم و غيرها من المشاعر السلبية  .

فيعيشون طول حياتهم في الحزن والاكتئاب والتسليم لليأس والفشل.






ما هو دور الضحية

دور الضحية هو الشعور دوما أنك تحت سيطرة كل شيء سواء أشخاص أو أشياء أو ظروف أو قوانين ومعتقدات أو أفكار مما يجعلك مشلول التقدم في الحياة والنجاح .

 وهي مجموع مشاعر الذل والهوان و الاستسلام السلبي والحزن والاكتئاب واحتقار الذات و الآخرين .

 بالتالي فإنك تخلي نفسك من مسؤولية حياتك و تتخلى عن زمام الأمور و تضعف شخصيتك .

و تمر حياتك هكذا دون أن تحقق فيها أي طموحات أو أهداف أو سلام داخلي ،وذلك لأن أصابعك دوما تشير إلى الآخر مما يجعلك متوقفا عليه أي أنك لا تملك الحق ولا إمكانية إصلاح الوضع.

علامات الشخص الواقع في دور الضحية

هناك علامات عديدة توضح لك هل أنت من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من تمسكهم بدور الضحية و نذكر منها:

1. التشاؤم .


2. لوم الآخرين والظروف والبلد والشعوب والفئات ،والتحجج بهذه الأشياء في حال الفشل.

3.دائما تشتكي من كونك مظلوما و مقهورا، و مدلولا مسكين لا حول لك ولا قوة عندما تفشل في أمر ما تقول "هذا كله ليس خطئي أنا هم السبب " أي التملص من المسؤولية والتهرب منها.

3.لإحباط والانكسار وعدم البحث عن حلول لأنك لست المسؤول.

4.التدمير الذاتي والحوار السيء مع نفسك مثل :"أنا أستحق ما يحدث لي ، أنا لست مهما ولا أحد يقدرني ، ولا أستحق الحب والنجاح ، وأنا لن أنجح سأفشل حتما ".

5.نقص أو انعدام في الثقة بالنفس و بقدراتك العقلية والفكرية والذكاء و هذا مؤذ جدا لنفسك.

6.انعدام الثقة بالآخرين وبالحياة عامة مما يجعلك دوما تعيش على ألم و قلق وخوف من كل ما حولك.

7.التخلي عن الأهداف والطموحات و السعي والعمل لتحقيقها لأنك في الأخير لا تثق بنفسك وقدراتك و لأنك متشائم كما ذكرنا من قبل.

8.النظرة الدونية للذات.

9.الاستمرار في استحضار آلام وذكريات الماضي السيئة والعيش تحت مشاعرها والإيمان أنها ستستمر وتتكرر نفس التجارب.

10الاستياء من الآخرين الذين يعيشون عكس هذه الأمور و القناعات .

أسباب دور الضحية

أسباب تقمص الشخص لدور الضحية هي أسباب مكتسبة وهي:

صدمات الطفل الداخلي مثل الرفض أو تعرضه للخدلان أو الظلم أو الخيانة أو التخلي أو التعن.يف الجسدي أو اللفظي .

و كذلك حتى بعد مرحلة الطفولة من مراهقة وصولا إلى عمرك الحالي أيما كان، إذا تعرض الشخص لصدمات عاطفية كبيرة ومتتالية خاصة من أشخاص مقربين أو وثق بهم.

 يعني خيبات أمل فيسبب له ذلك الانكسار التخلي عن كل شيء حتى عن مسؤوليته فيستسلم للواقع المرير و يتخلى عن أهدافه و حقوقه و حيويته و طموحاته .

يضعها كلها جانبا ويشير إلى الآخرين و إلى الظروف والأشياء وكل شيء إلا لنفسه على أنهم السبب فيما أصابه وما يصيبه على الدوام.


طبعا ليس هناك شخص لم يتعرض لصدمات في حياته لأنها دروس الحياة ،فقد خُلقنا لنختبر جميع المشاعر والتجارب المختلفة .

 لكن ليس كل الأشخاص يجلسون تحت ظل دور الضحية ، بل هي ردة فعل من عدة ردود أفعال ممكنة لأنه هناك من يتجاوز الصدمات .

 ويتحمل المسؤولية فيصلح الأمور ولو بحلول بسيطة ويتقدم في حياته ويكتب صفحة جديدة للنجاح ،و يبقى ما تعرض له درس قد تعلم منه ما تعلم ليرتقي و ينجح أكثر.


الاعتمادية و عدم القدرة على تحمل المسؤولية هذا أيضا من أسباب الوقوع في دور الضحية.

و هي كون الشخص متكاسلا و لا يقدر على تحمل مسؤولية نتائج أفعاله و حياته عامة، مما يجعله يلقي دوما اللوم على الآخرين للتهرب من العواقب أو أحكام الآخرين.

تحرير دور الضحية

كيف أتخلص من دور الضحية

هناك عدة أمور تساعد في الخروج من دور الضحية و أهمها وأولها الوعي بأنك في دور الضحية لأن معرفة الداء نصف الدواء.


تقبل واقع أنك تتصرف وتعيش تحت تأثير قناع دور الضحية  و اليقين التام بأنك ستتمكن من التخلص منه بعون الله أكيد و مجهودك و إرادتك القوية.


تصحيح المعتقدات والأفكار السلبية والمرتبطة منها بدور الضحية أي تلك المعتقدات والأفكار التي تغرقك أكثر في تقمص هذا الدور كلما فكرت في تحمل المسؤولية أو فشلت في أمر ما.


تحرير مشاعر الماضي السلبية والمرتبطة بأحداث وذكريات الماضي المؤلم التي مررت بها .

 وذلك عن طريق الكتابة والسماح لهذه المشاعر بالخروج للأبد من خلال تحريرها بنية التخلص منها للأبد .

ويمكن استعمال تأملات وجلسات تحرير المشاعر المتواجدة على النت واليوتيوب أو حجز جلسات مع مختصين متمكنين وموثوقين.


لا تسقط في فخ الانتقام ممن أذوك أو ظلموك لأن الانتقام يضرك أنت بالأكثر ولن تتقدم في حياتك وتنجح في تطوير ذاتك و التناغم معها و السلام الداخلي.

 إن انشغلت بالآخرين، بل تقبل وجودهم و اعتبرهم دروسا مفيدة لتُطوّرك وتعلمك لا أكثر (أن تسامح من أجل نفسك أنت وراحتك.

 ولا يعني التسامح أن تعود وتواصل العلاقة مع من آذاك و ظلمك و أساء إليك ، لكن تسامح أنت داخلك لكي لا يمتلئ داخلك بالحقد و المشاعر المدمرة ).


لا تقارن نفسك بالآخرين فتظلمها، فالمقارنة أكبر محطم ومدمر للإنسان ، فلكل شخص قصته و حياته و مهاراته و بصمته الخاصة .

 ومن الجهل أن تقارن أول صفحة من كتابك بآخر صفحة من كتاب الآخر، إن كنت ستقارن فقارن نفسك بين الأمس واليوم و استمر بالتقدم، والنجاح والإنجاز على الدوام.


وضع أهداف ونوايا تناسبك وتناسب مهاراتك و تعبر عنك أنت ، أي لا تضع أهداف بدافع المجتمع ونظرته .

بل تعبر عن شخصيتك و شغفك وما تحبه حقا، وهذا هو السبب الذي ينتج عنه الاستمرارية وعدم الإحباط و الاستمتاع بتحقيق الأهداف والنجاح فيها.


تعلم أن تقول لا لما لا تطيقه و ما لا تتقبله ، وهذا سيزيد تعزيز ثقتك بنفسك و يطور شخصيتك و يعيد لك تقدير ذاتك.

تأمل قوي للتحرر  من دور الضحية


شاهد أيضا كيف تستغل قانون الجذب لتحقيق أهدافك بسهولة.


إذا أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك وأحبابك لتعم الفائدة عبر زر المشاركة، ولا تنس أن تترك لنا تعليقك أو سؤالك 🤍.





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-